الملحمة أمّ الأدب
يُمكن ردّ الأدب بأجمعه إلى الملحمة، فهي أمّ الأدب لأنّها أصله وعِماده، وقوامها مادّة سردية صيغت بأسلوبٍ شعري، وظهورها سابق للأجناس الأدبيّة، فهي الأمّ التي غذّت الأدب بعناصره الأولى، فمن أحداثها نشأ السرد بأنواعه، ومن إنشادها نجم الشعر بقوالِبه، ومن حوارها خُلِق المسرح بأشكاله، وبمرور الوقت استقلّت تلك الأنواع بخصائصها، وانفردت بصفاتها، بمنوال متتابع حسب العصور والأزمان، فيصحّ القول إنّ الملحمة كانت خزين الأدب قبل التجنيس، وذخيرته بعد ذلك.


































