في كيفيّة استيعاب النماذج الثقافيّة الجديدة
أمست الثقافة الحديثة ثقافة عابِرة للقارّات، وهي تقترح نماذج جديدة، بين وقتٍ ووقت، في سعيٍ منها للإجابة عن المشكلات الكبرى التي تواجِه الإنسان، وقد وَضعت هذه الصيرورةُ المتسارعةُ الثقافات التقليديّة في العالَم أمام احتمالَين: إمّا ذوبان الهويّات الثقافيّة الأصليّة إذا لم تتشبّع بالخصائص الشعوريّة والذهنيّة والتاريخيّة المتّصلة بسياقاتها الثقافيّة، وتكون، في الوقت نفسه، قادرة على تجديد نفسها، أو الانكفاء على الذّات بسبب هَيمنة الثقافـة الغريبة العابرة للحدود.