يعتبر فنّ النحت بتقنياته المختلفة عن فنّ التصوير من أصعب الفنون التي نعرفها لأنه يفتقد إلى خواص مهمّة للتعبير وهي التلوين ووجود الخلفية التي قد تشكّل إطارًا يكمل الجملة التعبيرية في الفكرة الفنية من هنا كان على النحّات الذي يعمل على تجسيم الموضوع الفنّي وإبرازه إلى حيّز الواقع كان عليه أن يبتدع تقنيات كثيرة تنقل الفكرة الفنية لعين المتلقي دون أي إبهام أو تحوير حتى أننا قد نستطيع أن نطلق على النحّات (وخاصة نحّاتي عصر النهضة) بأطباء الفنّ لأنه كان على الفنّان أن يدرس علم التشريح دراسة دقيقة حتى يخرج لنا بوضعية سليمة للجسد البشري أو الحيواني أوحتى النباتي وكانت الفكرة التي تشغل نحّاتي عصر النهضة بخصوص الجسد البشري هي ماذا لو تحرّك هذا التمثال؟ هل يكون ذا حركة سوية أم أن هناك خطأ تشريحيًا في التنفيذ قد يجعل منة عاجزًا عن الحركة؟