«مهرجانات أرز تنورين»... «غابة مسحورة» تقصّ حكاية التاريخ
ما إن تتراكم مآسي الوطن وتُدمَّر ثقافات جَهدت الحضارات على بنائها قروناً بعد قرون، حتى يجد اللبناني نفسه واقفاً على حافة استسلامٍ، سرعان ما يتحوّل نضالاً عندما تُلمَح أغصان الأرز الأبيّة، المُنتصرة لا محالة على الزمان، خالدةً وسط العواصف والرياح. للأرز اللبناني تاريخ رمزه الحياة، ومنه انبثق تحدّي الموت والعنفوان، فاجتمعت جذوره في الشمال اللبناني وتأصّلت جذوعه في تراب تنورين، فشمخت شلوحه تنظر إلى السماء غير منحنية لغدر الأيام. وها هي اليوم تعزّز نضالها إلى الحياة وتصرخ مرّةً جديدة أنّ لبنان الذي يتخبّط بوجعه، لا يزال يخبّئ في أرضه فسحة أمل تُصدِّر ثقافةً اتّخذت عنوان «مهرجانات أرز تنورين». عاماً بعد عام، تولد المهرجانات الفنّية على أرض لبنان رسالةً وطنية عن التَوْق إلى الحياة وسط الموت والمعارك. بين انتفاضات بيروت والغدر المُحدِق بحريّتها وتعبير شعبها عن رأيه، أعلت كلّ منطقة لبنانية صوتها تناغماً مع أنين عاصمتها.



























