ذيّل الدكتور نزار يونس المفكرة الفكرية للعام 2015 بأطروحة سياسية رائدة تحت عنوان «جمهوريتي» وقدّمها دار سائر المشرق للقارئ العربي في إطار المعرض العربي للكتاب، الذي انتظم في مجمّع البيال في بيروت في نهاية العام 2015. ويحمل الكتاب بين دفتيه مقاربة فكرية قيمية متنورة في شأن السياسة والاقتصاد والثقافة في لبنان تتصدى لقضايا شائكة يواجهها لبنان والعالم العربي على السواء وقد تكون إحدى المحاولات الرصينة والنادرة التي تؤسس لنهضة لبنانية وعربية جديدة. في واقع الحال أنتجت المحنة الكبرى التي تعصف بالعقل اللبناني والعربي على السواء قضايا وتحديات شائكة تهدد مسيرة الترقي والتحضر في هذه المنطقة، وهي محنة غير مسبوقة وتشابه محنة الانحطاط العربي منذ عصر المماليك فالعثمنة وقد تفوقها فداحة وخطورة، محنة التقهقر الفكري والديني والايديولوجي الذي أصاب العرب ونكبهم، وما استتبع ذلك من ضمور العقل العربي وجموده، وقلة الانتاج الفكري والعلمي في الفضاء المشرقي والانزلاق في غياهب الاجترار الفكري ليس إلاّ.