من مارونية الزهد والنسك إلى مارونية المال والسلطة. من مارونية حديقة قدّيسين أزهرت في قورش إلى مارونيةٍ سياسية رأسمالية أنتنت في لبنان. من مارون الكاهن الناسك المصلّي إلى موارنة يكرّمون الرب بشفاههم أما قلبهم فبعيد عنه.
يَحمِلون أقلامهم الرّصاصيّة ويشدّون عليها كي لا تهوى الحروف. يَخُطّون بثقةٍ خطوطًا لا يجب أن تتجاوز الأسطِر الجانبية. يربطون النّقاط ويشكلّون كلماتِهم بدقةٍ وإبداعٍ. يتأنّون في كتابتِهم لأن عملًا جبارًا قد استحوذ على تركيزهم واستحّق وقتهم بعد أن سبَقَتهم خطواتهم إلى ساحات اللّعب.
لم أكن لأدرك بأنّ الأرض يمكن لها أن تكون امتدادًا لأرواحنا، ولم أكن لأدرك بأنّ الطاقة المخبّأة في مغاورها، التي راكمها النسّاك بصلواتهم، سلّموا أسرارها للأشجار كي تعيد بثّها في نفوس التائقين إليها، تلك النفوس التي تحسن الإصغاء بشغف الباحث عن روحه في بهاء تجلّيها، ولم أكن لأدرك بأنّ عناق الأرواح ينتصر على الزمن في اتحاد الماضي والحاضر والمستقبل، عناق أرواح النساك الذين عبروا هذه الأرض مع أرواح الذين يعبرونها اليوم... وغدًا...
لم يعُد الخبر مجرّد محتوى مصنوع من طرف أداة، لأنّه هو نفسه أداة، وسيلة، شكلٌ من أشكال تصوّراتنا وتعبيراتنا عن أنفسنا وعن الحياة حولنا. في هذا السياق، يُعَدّ عالِم الاتّصال الكندي مارشال ماكلوهان مدخلاً جيّداً لعوالِم الارتباط بين الرسالة الإعلاميّة ومحتواها وبالتالي بين الإعلام وتأثيره على النّاس، حين يعطي ماكلوهان أهمّية أكبر للأداة، للشكل، للوسيلة باعتبارها هي الرسالة.
الحوار كما يقول سوريو هو الشكل الفلسفيّ المُمتاز، بيد أنّ الأفكار أكثر ما تكون فلسفيّة عندما يستطيع مَن يفكّر فيها من الداخل أن يبحث عن وجهها الخارجيّ.
في حاضرة الفاتيكان حضور دائم وفاعل. ديبلوماسية الكنيسة باسم الدولة وبأدواتها، لا تضاهيها في خبرتها وثباتها وأسرارها ديبلوماسية أي دولة أخرى، وتلازمها مبادئ أخلاقية مرتكزها الإنجيل وغايتها تحقيق الخير العام.
في الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني سنة ٢٠٠٤، توقف قلب أبو مصطفى علّوش المثقل بالشجون بعد ٧۰ سنة كانت حافلة بالأحداث عايشها وتفاعل معها وكان فاعلًا فيها حسب قدرته على عدة مستويات.
يُعَدّ مفهوم ما بعد الحداثة من المَفاهيم والمُصطلحات التي أثارَت جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافيّة والفلسفيّة العالَميّة على مدى العقود الأربعة الأخيرة، وإن كان نشوء هذا المفهوم يرقى إلى الناقد الأميركيّ من أصل عربيّ د. إيهاب حسن في النصف الثاني من أربعينيّات القرن المُنصرِم. كما أنّ مفهوم
«ذكرياتي الأولى مع بيروت كانت من بدايات حياتي وأنا صغير؛ وأنا القادم من صحراء دبي، من بيوتها الطينية، من شوارعها الترابية، من أسواقها المبنيّة من سعف النخيل. سافرتُ مع إخوتي إلى بيروت. كان لا بدَّ من المرور بها للوصول إلى لندن. أذهلتني صغيرًا، وعشقتُها يافعًا، وحزنتُ عليها كبيرًا.
في كانون الأوّل/ديسمبر ٢٠١٧ رفع حزب الحمير الكردي العراقي الستار عن تمثالٍ يمثّل شعاره في وسط مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق وهو عبارة عن تمثال نصفي لإنسان يضع ربطة عنق له رقبة ورأس حمار. وحضر الحفل مجموعة من الفنّانين والمثقّفين في حديقة نالي وسط السليمانية لرفع الستار عن هذا التمثال الذي صنعه النحّات الكردي زيرك ميره. أما الكتابة على التمثال فهي مقاطع من قصيدة شاعر كردستان العظيم نالي والحديقة باسمه.
Copyright 2013 Mon Liban | All Rights Reserved | Web-tronic
